vendredi 7 avril 2017

المشايخ العلمانيون

Exemple de structure CSS en 3 colnnes

المشايخ العلمانيون Sun, 09 Aug 2015 د. أحمد بن فارس السلوم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: قد يكون من نافلة القول أن نذكِّر بنشأة العلمانية في القرون الوسطى المظلمة في أوروبا، ردةَ فعلٍ على الجَور الذي كانت تُعانيه من رجالات الكنسية المتحالفين مع سلاطين السوء؛ فقد أدى هذا الطغيان إلى النفور من الدين المحرف أصلًا، وإلى الانحراف عن الله عز وجل؛ إذ إن هؤلاء الطواغيت كانوا يوقعون باسمه، ويمنحون الخلق نيابة عنه الجنة، ويعاقبونهم بالنار، فنشأت فكرة العلمانية على أنها المخلص من الظلم والطغيان الذي كانت تعيشه القارة الأوربية.

بقي العالم الإسلامي بعيدًا عن تجاذبات العلمانية، وعن إفسادها للفطرة؛ لأن الداعي لظهورها في أوربا لا يوجد مثله بين المسلمين. ولم يعرف العالم الإسلامي العلمانية طيلة قرون العزة والمجد، ولا ما بعدها، ولا حتى في زمن الدولة العثمانية التي ضعف في آخرها الدين، وكثر فيها الوهن، حتى كان منذ قرن تقريبًا، بدأت العلمانية تتردد في شوارع المسلمين على أيدي المحتل الأوربي، الذي سمى نفسه زورًا وبهتانًا بـ: المستعمر، وتلقَّيْنا منه هذه التسمية. خرج هذا المستعمر المزعوم مهزومًا عسكريًّا على أيدي مَن جاهد لإعلاء كلمة الله، ولرفع راية الدين، ولكن الغاية مِن جهاد هؤلاء لم تتحقق؛ إذ لم تعد الأمة الإسلامية بعد خروج المستعمر إلى ما كانت عليه قبل دخوله؛ فقد استبدلت بنظام الحياة فيها نظامَ الأوربيين، القائم على العلمانية، ووجد هذا الأمر من النخبة المصنوعة من المستعمر استحسانًا وتزويرًا، مررت به ما تريد على الدَّهماء، ودخلت بذلك العلمانية - من غير سيف أو دم مهراق - إلى العالم الإسلامي.

فيا لله كم لقي منهم المخلصون! وكم آذَوْا من عبادٍ لله مقربين! والواجب على أهل الحق المضي قُدمًا في دعوتهم، وعدم الالتفات إلى ما يقول هؤلاء، وهجرهم هجرًا جميلًا، ولو أن كل واحد من هؤلاء ترك الحق لمحاباته، أو لاتقاء لسانه، لما بقي للدين قائم، ولكن الله عز وجل خاذل هؤلاء ولا ريب، وناصر دينه وعباده الصالحين. إلا أن التحذير من هؤلاء واجب شرعي؛ حتى تُتقى شرورهم، ويدفع عن المسلمين ضررهم، والله الموفق.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire